Monday, 18 February 2008

أرفضوا معي التدخل الاجنبي باسم حقوق الانسان



قلبي مع اوروبا هذه الايام فقد وضع بعض سفهاء البرلمان القارة العجوز في مهب الريح عندما اصدروا قرارا يدين حقوق الانسان في مصر. ومع ان مصر بذلت جهودا كبيرة للحيلولة دون صدور القرار الشكلي وغير الملزم فارسل مجلس الشعب تهديداته ووعيده من تحت القبة الذهبية ثم استدعي وزير الخارجية احمد ابو الغيط كل سفراء الاتحاد الاوروبي قاطبة ليحذرهم وينذرهم بالويل والثبور وعظائم الامور من مغبة اتهام مصر هذه التهمة الشنعاء، رغم كل هذه التحذيرات التي استخدمتها مصر والتي لم تستثن سوى استخدام القوة الا ان عناصر الغطرسة اصرت على موقفها ومضت قدما في اصدار القرار بل وطالبت ايضا بتوزيعه على كل الدول الاعضاء بل وارساله الى الحكومة المصرية.

ونحن ابناء الشعب المصري نرفض هذا التدخل الخارجي السافر والمتغطرس في شئوننا الداخلية مثلما رفضته حكومتنا الرشيدة ونقول لهؤلاء ان مجلس الشعب المصري ورئيسه الذين يعيشون بين ظهرانينا وليس على مبعدة الاف الاميال من ارض المحروسة يعرفون خيرا منكم وربما منا نحن ايضا اننا نتمتع بحقوقنا كاملة مكتملة وغير منقوصة.

وكل مواطن مصري ينال حصته وافية مستوفية من هذه الحقوق..ينالها في الشارع وينالها في المترو وينالها في منزله وفي كل مكان تقريبا تحرص الحكومة على وصول الدعم من حقوق الانسان الى المواطن. ولو كلف هؤلاء انفسهم بالجلوس الى الانترنت قليلا ودخلوا على موقع يوتيوب وكتبوا اسم مصر لادركوا ان مصر لاتعاني من اي نقص في حقوق الانسان بل ربما كانت مصر هي الدولة الوحيدة التي توزع هذه السلعة الثمينة بلاحساب الى الحد الذي جعل هؤلاء يطالبون بحذف كليبات حقوق الانسان من على الموقع خشية ان يطالب المواطنون الاوربيون المحرومون من هذا البذخ بمثلها وتذرعوا في ذلك بذرائع شتى منها ان هذه الكليبات التي تعبر عن حب الحكومة لمواطنيها تخدش مشاعرهم الرقيقة.

اضافة الى حصول كل مواطن على حصته من حقوق الانسان احيانا ما يكون هناك مواسم تشبه الاوكازيونات حيث تنثر الحكومة حقوق الانسان كما تنثر الزهور في الافراح وكما ينثر الملح في حفلات الطهور والسبوع.

صحيح انه يحدث اخطاء في هذه الاكازيونات التي تصادف ايام الانتخابات والاستفتاءات وما اليها من الاحداث السياسية بصورة تجعل بعض المواطنين ضحايا للجرعات الزائدة من حقوق الانسان ولكن النسبة تظل في اطار المعدل المحدد من قبل منظمة الصحة العالمية.

ورغم انني قضيت ليلة كاملة افكر في تصريح الدكتور بطرس غالي الامين العام السابق للامم المتحدة الذي ركلته امريكا من منصبه والرئيس الحالي لمجلس حقوق الانسان المصري بان القرار يسقط هيبة البرلمان الاوربي ولم اصل الى كيفية سقوط الهيبة المذكورة الا انني اؤيده في كل ما ذهب اليه بل وازيد على ما قاله ان هذا القرار يمكن ان يؤدي الى تداعي الاتحاد الاوروبي وربما حتى حروب ضارية داخل القارة العجوز.

وانا بالاصالة عن نفسي والنيابة عن كل الشعب المصري الابي ارفض التدخل في شئوننا او الانتقاص من سيادتنا بهذه القرارات المشبوهة التي تقف ورائها مؤمرات صهيونية فنحن في مصر مقتنعون تماما باننا ملكية خاصة للحكومة المصرية وللدكتور سرور وبرلمانه يفعلون بنا ما يريدون كيفما يريدون ومتى يريدون ونؤكد اننا نحصل على حقوقنا كاملة غير منقوصة وبالميزان الحساس ايضا.

ونحن ندعو المنظمات الاهلية المصرية وجماعات حقوق الانسان الذين هللوا للقرار باعتباره انتصارا لقضيتهم ان يراعوا الله في مصر وفيما يقولون ويفعلون فليس من الوطنية ابدا - حتى لو كانت هناك انتهاكات حقوق انسان في مصر رغم انها ليست موجودة على الاطلاق - ان يفضحونا في الغرب وعلى رؤوس الاشهاد ويمرمغوا سمعتنا في الوحل.

وادعو الحكومة المصرية ذات السجل الناصع في مجال حقوق الانسان والذي تشهد به كليبات يوتيوب على الانترنت الى تبنى قضية اخواننا المساكين العرب والمسلمين في اوروبا الذين تنتهك حقوقهم ليلا ونهارا على ايدي الشرطة الاوروبية. واطالبها بان تقطع اي معونة تقدمها القاهرة لدول الاتحاد الاوروبي سواء كانت عسكرية او تنموية باستثناء المعونة الانسانية التي لايمكننا مهما بلغ بهم الشطط ان نمنعها لان اخلاقنا تأبى ذلك.

اخيرا اثلج صدري واراح ضميري ان اعرف هوية هؤلاء الذين وقفوا وراء القرار اي القلة المنحرفة التي يمكن ان تورد القارة موارد التهلكة. فالاعضاء الفرنسيون الذين صوتوا على القرار معروفون باسم "اعضاء سيلفا" حيث تناوب هؤلاء افتراس جسد امرأة تحمل هذا الاسم ثم رفضوا ان ينقدوها اجرها في النهاية مما تسبب في فضيحة كبرى. اما النواب البولنديون فهم معروفون بانهم "نواب الماريجوانا" التي جمعوا منها اموالا مكنتهم من رشوة الناخبين والاحتفاظ بمقاعدهم. والنواب الايطاليون هم اعلام مشهورون في المافيا ومعرفون باسم "نواب الائتمان" حيث تمكنوا من الاستيلاء على قروض لم يسددوها.

علاوة على ذلك فهؤلاء الاعضاء الذين سبوا مصر وشتموها واهانوها في اعز ما تملك وهي حقوق الانسان نجحوا في دوائرهم بالتزوير والتدليس والغش وهم لايمثلون ابدا شعوبهم.